الأرشيف السري للفاتيكان

يعمل أرشيف الفاتيكان الرسولي، المعروف سابقاً باسم الأرشيف السري للفاتيكان، كمستودع مركزي للوثائق والمواد المتعلقة بالكرسي الرسولي. ويقع هذا الأرشيف في مدينة الفاتيكان، ويضم مجموعة كبيرة من القوانين التي أصدرها الكرسي الرسولي، إلى جانب وثائق أخرى ذات صلة. تأسس الأرشيف على يد البابا بولس الخامس في بداية القرن السابع عشر، وسُمي في البداية باسم الأرشيفالسري الرسولي الفاتيكاني.

في حين أن مصطلح "سري" قد يشبه كلمة "سري" إلا أنه مشتق من الكلمة اللاتينية"secernere" والتي تعني "الفصل أو الاحتفاظ". وعلى هذا النحو، يشير المصطلح إلى أن هذه المجموعة كانت متميزة عن غيرها من الأرشيفات ومحفوظة للبابا والمسؤولين المخولين. أكدت هذه التسمية على طبيعة الأرشيف الفريدة والخاصة، مما جعله متاحًا حصريًا للبابا والموظفين الذين عينهم.

لقرون عديدة، كان يشار إلى الأرشيف عادة باسم "أرشيف الفاتيكان السري" أو "الأرشيف السري الرسولي للفاتيكان". ومع ذلك، في 22 أكتوبر من عام 2019، أصدر البابا فرنسيس رسالة رسولية بعنوان "الخبرة التاريخية" ، والتي أعادت الاسم الأصلي للمؤسسة، وهو "أرشيف الفاتيكان الرسولي". يعكس هذا التغيير الالتزام بالدقة التاريخية والطبيعة المتطورة لإمكانية الوصول إلى الأرشيف واستخدامه.

متى تم إنشاء الأرشيف السري للفاتيكان؟

تم إنشاء أرشيف الفاتيكان السري رسمياً ككيان منفصل عن مكتبة الفاتيكان من قبل البابا بولس الخامس في عام 1612. وكان هذا قرارًا تنظيميًا هامًا أدى إلى حفظ وثائق الكنيسة بشكل منهجي.

كان وصول العلماء في السابق إلى الأرشيف محدوداً جداً حتى أواخر القرن التاسع عشر. ثم قام البابا لاون الثالث عشر بفتح الأرشيف أمام الباحثين، والآن يفحص أكثر من ألف عالم بعض وثائقه كل عام.

ماذا يحتوي أرشيف الفاتيكان السري؟

يحتوي الأرشيف السري للفاتيكان على مجموعة واسعة من المواد، بدءًا من وثائق الدولة والمراسلات إلى الدفاتر المالية، مما يعكس حفظ الكنيسة لسجلات تاريخية واسعة النطاق.

تشمل هذه المجموعة، التي تمتد عبر عصور تاريخية عديدة، أنواعاً مختلفة من الوثائق، مثل المراسيم البابوية والمراسيم الرسمية والرسائل الشخصية والمخطوطات المكتوبة بخط اليد. وتغطي هذه السجلات طيفاً واسعاً من المواضيع، وتوضح تأثير الكنيسة الكاثوليكية ومشاركتها في الشؤون الدولية على مر العصور.

ما هو حجم أرشيف الفاتيكان السري؟

يضم أرشيف الفاتيكان السري مجموعة رائعة تؤرخ لاثني عشر قرناً من التاريخ، وتغطي الفترة من القرن الثامن إلى القرن العشرين. يضم هذا المستودع الشاسع أكثر من 600 مجموعة أرشيفية، منظمة بدقة في 35,000 مجلد.

الوثائق محفوظة على رفوف تمتد لأكثر من 85 كيلومتراً. ويُحفظ جزء كبير من المجموعة في القبو، وهو عبارة عن قبو آمن تحت الأرض يتكون من مستويين، ويقع تحت كورتيل ديلا بينيا في متاحف الفاتيكان. هذا المرفق مخصص لحفظ وحماية هذه السجلات التاريخية التي لا تقدر بثمن.

ما هي أكثر الوثائق الثمينة في الأرشيف السري للفاتيكان؟

يحتوي الأرشيف السري للفاتيكان على العديد من الوثائق البارزة، مثل الثور البابوي الذي حرم مارتن لوثر، وسجلات محاكمة فرسان الهيكل، ومراسلات مختلفة بين الفاتيكان وشخصيات تاريخية بارزة.

ومن أشهرها سجل محاكمة غاليليو غاليلي من عام 1633، الذي يؤرخ لمحاكمته من قبل محاكم التفتيش الرومانية بتهمة الدعوة إلى مركزية الشمس. تحتوي الأرشيفات أيضًا على ثروة من وثائق الدولة والمراسلات الدبلوماسية، مما يلقي الضوء على دور الفاتيكان في الشؤون العالمية.

الوصول إلى أرشيف الفاتيكان الرسولي

تعود ملكية الأرشيف الرسولي للفاتيكان إلى البابا بصفته صاحب السيادة في مدينة الفاتيكان وينتقل إلى كل بابا جديد. تاريخيًا، كان الوصول إلى الأرشيف مقيدًا للغاية ومقتصرًا على عدد قليل من الأفراد المختارين. لكن في السنوات الأخيرة، تغيرت هذه السياسة في السنوات الأخيرة، حيث سُمح للعلماء والباحثين المؤهلين بالدخول بشروط صارمة، مع فرض قيود على الوثائق التي يمكنهم فحصها.

أعاد البابا فرنسيس تسمية الأرشيف إلى "أرشيف الفاتيكان الرسولي" في عام 2019 لتبديد المفاهيم الخاطئة المرتبطة بكلمة "سري". كان القصد من المصطلح الأصلي أن يعكس الطبيعة الخاصة للمجموعة باعتبارها ملكًا للبابا، وليس للدلالة على أي شيء مخفي أو سري أو غامض.

أشار سيرجيو باغانو، الذي أصبح محافظًا للأرشيف في عام 2005، إلى التحديات التي تواجه فتح الأرشيفات بالكامل بسبب حجمها وصعوبة إعداد الوثائق لإطلاع المؤرخين عليها. ولاحظ أن الاهتمام بالاطلاع على الأرشيفات غالبًا ما يتضاءل بمجرد أن تصبح الوثائق متاحة، مما يشير إلى أن الطلب في بعض الأحيان يتعلق بالفضول أكثر من البحث العلمي الجاد.

كما تطرق باغانو إلى التردد في الإفراج عن الوثائق المتعلقة ببيوس الثاني عشر، مفسرًا هذا الضغط على أنه محاولة لتشويه سمعة الكنيسة الكاثوليكية. وأشار إلى أن الوثائق من أرشيف الفاتيكان لا يتم الإفراج عنها عمومًا إلا بعد مرور 75 عامًا، على الرغم من أن البابا لديه السلطة للإذن بالإفراج عنها قبل ذلك. تشير هذه السياسة إلى أن الأمر قد يستغرق وقتًا طويلاً قبل أن يتم الكشف عن المزيد من المعلومات حول جوانب معينة من تاريخ الكنيسة. نظرًا لأن الكنيسة تعمل باستقلالية دولة ذات سيادة، فإنها تحتفظ بالسلطة التقديرية الوحيدة في هذه الأمور.

هل الأرشيف السري للفاتيكان مفتوح للجمهور؟
هل هناك حاجة إلى تذاكر لزيارة أرشيف الفاتيكان السري؟
كيف يمكنني الوصول إلى الأرشيف السري للفاتيكان؟
أين يقع الأرشيف السري للفاتيكان؟
ما الفرق بين مكتبة الفاتيكان والأرشيف السري للفاتيكان؟
هل من الممكن زيارة مكتبة الفاتيكان؟